الخُطة المبرمجة لتخطي المشاكل المفاجئة

22

( يجب أن تتعلم )   ( يجب أن تتعلم )   ( يجب أن تُعلم )

لنعلم ونتفق أولاً أن الحياة الطبيعية لا تخلو من المشاكل , ووفق هذا المبدأ تتجسد بداخلنا لبِنات القدرة الداخلية على مقاومة المشاكل 

إذن ماذا بعد ذلك ؟

هناك ثلاث محاور يجب النظر من خلالها ولا يمكن

تجاهل أي منها , ويجب أخذها بالترتيب لكي تصل إلى حلول منطقية وعادلة إسأل نفسك :

أولا : ما الفائدة التي تجنيها عند حدوث أي مشكلة بحياتك ؟

وهنا ما يدفع البعض لسؤال مهم ألا وهو 

هل تعرضي لأي ظرف عارض قد يفيدني أم يضرني ؟ 

الجواب : نعم بكل تأكيد كل ما يعترض حياتك لك فيه فائدة 

وهناك الأدلة الكثيرة الشرعية من القرآن الكريم والسنة المُطهرة

قال الله تعالى

{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }البقرة 155

وقال تعالى

{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ } محمد31

وفي الأحاديث النبوية

عن أبي مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

{ ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حطّ الله به من سيئاته كما تحط الشجرة ورقها  [متفق عليه]

الخلاصة أن هناك فائدة ربما في الدنيا أو الآخره وأن الصبر طريق النجاة لا محاله 

( يجب أن تتعلم ) 

ثانياً : كيف تقويني أخطائي وما أسميه التعلم من الأخطاء 

لو أخذنا بعضاً من المشاكل التي قد تواجه أي شخص منا

كالغدر والخيانة من حبيب أو صديق 

عندما يتعرض أحدنا لتلك المواقف يكون التصرف الطبيعي هي حالة الذهول أو الشرود الذهني 

وتبدأ التساؤلات لماذا وقع هذا ؟ وما الذنب الذي أقترفته لأجازى كذلك 

والجواب المنطقي قد لا تكون أخطأت في تصرفاتك مع الشخص نفسه لكن الخطأ هو سوء الإختيار

من البداية وهذه أمور يصعب التنبوء بها في بدايات أي علاقة 

لكن هنالك درساً قد تلقيته دون أن تشعر وهو أن تعيد حساباتك مع الآخرين وتعرف حدودك 

وما قد يؤدي إلى ذلك وتتجنب ما قد يوقعك بنفس الخطأ مستقبلاً ( يجب أن تتعلم )

كما لو أخذنا مثلاً  مشكلة الوقوع في دوامة الديون وصعوبه الخروج منها 

ودائماً ما نجد من يحاول أن يقضي ديناً بدين آخر فلا يكاد أن يصل لنهاية لهذا الأمر 

وبعد فترة تبدأ التساؤلات كيف ومتى وصلت لهذا الحد من الديون ولا أعلم أين صُرف المال 

ومن بعض الأجوبة المنطقية هو أن الشخص قد كان لا يُفرق مابين ما هو من أساسيات الحياة

وما هو يعتبر من كمالياتها وينجرف في دوامة تقليد شخص أو مجاراة لموضة سائدة أو محاولة 

الظهور أمام الجميع بنفس المستوى المعيشي لأشخاص آخرين وهنا تمكن المشكلة 

لكن الأهم من ذلك محاولة تصحيح الوضع بشكل مجدول دون أي اضافات و إغراءات من أي جهة ممولة أخرى

( يجب أن تتعلم )

ثالثاً : نصح من تتوقع أنه سيسقط في مشكلة ما مررت بها 

وهنا تتجسد كامل معاني الإنسانية والرحمة بين البشر 

حيث أن تجارب البعض قد تكون مفيدة للآخرين وتغنيهم عن الوقوع بنفس الأخطاء

رغم ان ذلك قد يضعك في إحراج من البعض كون أنهم يرونه تدخلاً في شؤونهم الخاصة

إلا ان ذلك لا يُعفيك من المحاولة فإن كان هناك تجاوب فهذا ما تطمح إليه وإن لم يكن 

فقد أديت ما عليك ولا تُلام بعد ذلك وعلى أن تكون النصيحة بطريقة مهذبة جداً 

لينة المفردات واضحة الملامح لا يشوبها تعالي أو ضبابية 

( يجب أن تُعلم )

وكل ما ذُكر سابقاً أمثلة بسيطة عن بعض ما يواجهنا 

لكن يمكن تطبيق الثلاثة محاور على أي موقف قد يصادفنا في الحياة 

 

ودمتم سالمين

محمد الضبعان

@mdabaan


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق