ومضة بين إدارة الأعمال و أعمال الإدارة

images

تطور الفكر الإدارى وتطبيقاته على مر السنين وكانت هناك مدارس متعددة ونماذج مختلفة في هذا العلم الكبير ولا يخفى على أحد أننا نمارس الإدارة في يومنا الحالي بأشكال متباينة ولكن لكل حالة نموذج يناسبها وهذا على مستوى الأفراد والحياة المعيشية فضلاً عن منظمات الأعمال والتي سأتطرق للحديث عنها !!

وإذا ما أخذنا في حديثنا وللتوضيح لمن هم ليسوا مُلمين بعلوم الإدارة وتطبيقاتها وبالرغم من أن الإدارة الناجحة هي قوة غير منظورة إلا انه يستدل على عدم وجودها بالنتائج السيئة لغيابها ، فقد تم تصنيف وظائف العملية الإدارية إلى أربعة وظائف رئيسية وسأُعرج عليها واحدة تلو الأخرى وسأعطي مثالاً واحداً عن كل حالة بعد معرفتنا وصف كل وظيفة ومتطلباتها ودون الخوض في تفاصيل عميقة ولكن لكل عزيزي القارئ مطلق الحرية في أن تقارن بما حولك وعندها ستعلم ما أقصده ، وسنبدأ بأول الوظائف 

وأهمها :

التخطيط : فهو من الوظائف الحساسة والرئيسية والتي تسبق جميع الوظائف ، فالإداري الناجح يجب أن يفكر أولاً بالهدف الذي يسعى إليه ويخطط جيداً لإنجازه مستعيناً بتنبؤاته ليتمكن من إعداد خطتة ومراعياً المتغيرات التي تحدث في البيئة من جميع النواحي الإقتصادية والتكنولوجية والمعلوماتية أيضاً ، بالإضافة لعوامل أخرى قد تتحدد حسب كل هدف وهذة أبجديات العمل الإداري وحيث أن التخطيط له علاقة مباشرة بعنصرين رئيسيين الأول هو المستقبل والثاني العلاقة بين الأهداف والطرق المستخدمة لتحقيق هذة الأهداف ، وأما اذا نظرنا لممارسات بعض الجهات دون تحديد مسمى جهة معينة فلك أن تلاحظ بوضوح غياب التخطيط كلياً أو إن جاز التعبير أن من بيده التخطيط لا يُدرك معنى هذة الكلمة إطلاقاً فدائماً مانرى أن معظم أعمالنا في الجهات الحكومية هي ردود أفعال لأحداث تحصل ويكون الرد تلقائياً وبحسب مزاج من يُكلف بإدارة الموقف فضلاً عن خبراته أو ممارساته السابقة في حقل الإدارة فإما ان يوصلنا لبر الأمان وإما أن يُدخلنا في أنفاق المتاهات واحداً تلو الآخر وتبدأ رحلة معالجة ردة الفعل بردة فعل أخرى غير سليمة .

ولنا في البنية التحتية خير مثال وأمطارنا خير شاهد على ذلك ..

التنظيم : وهو الوظيفة الثانية التي يعتمد فيها على ترتيب العلاقات بين وظائف المنظمة وتقسيماتها الاشرافية الإدارية والتنفيذية والمستويات الأخرى وتحقيق التنسيق بين القوى العاملة والموارد المتاحة بما يكفل تنفيذ الخطط ، وقد يتوسع مفهوم التنظيم ليشمل زوايا أكبر في المنظمات داخلياً أو خارجياً وإرتباط أكثر من جهة في نفس جزئيات العمل والذي ينعكس من خلاله مستوى الأداء ككل .

حيث أن في غياب التنظيم مثلاً في الأنظمة  والإجراءات سبب رئيسي في شل حركة الأعمال وتأثيرها على أكثر من جهة مرتبطة بها ودون أن يشعر البيروقراطيين بأدنى مسؤولية 

ولنا في العمالة السائبة وأعداد الأجانب الغير نظاميين والمتسولين دليلاً قاطع ...

التوجيه : لا يقل التوجيه مكانةً عن سابقيه فهو العنصر الذي تتعلق أعماله مباشرة بالعنصر البشري في المنظمات 

وعن حفزهم للعمل بأقصى طاقاتهم مستندةً في ذلك إلى فهم طبيعة التركيبة السلوكية للأفراد وتوجيهها بشكل إيجابي لتحقيق أهداف المنظمة ..

ويمكن أن نلاحظ بوضوح ضعف هذة الوظيفة في أعمالنا حيث أن كبار المسؤولين حجماً فقط وصغارهم أداءً هم من يحصلون وبأيديهم

على كل الدورات التطويرية التي لا تُناسب مهامهم اليومية وأعمالهم بل ويحجبون الحفز والتطوير لمن هم يستحقون مخافة أن يتفوقوا عليهم ويأخذوا كراسيهم وكأنها أصبحت من أملاكهم الخاصة مانعين بذلك الظاهرة الكونية التي تتجدد بها الدماء وتدفع بها عجلة التقدم في منظومة الأعمال وغير مؤمنين بأحد أساليب الإدارة الحديث الا وهو " التمكين "

والفائدة الوحيدة التي يجنونها هي الترفيه والسفر لأحد الدول العربية او الغربية ومستمتعين بأجر الإنتداب لا غير !!!

دون أي إدراك أو تطبيق لمحتويات الدورة التدريبة ..

وأخيراً 

الرقابة : وهي العملية الشاملة التي تنصّب على جميع النشاطات في المنظمة وأهمها الأفراد والمواد والآلات والأموال وعن أداء العمل بشكل عام ولضمان التأكد من أن المواد المتاحة تستخدم وفقاً للخطة الموضوعة مستعينن بالمعايير والمؤشرات الملائمة للقياس 

وتحديد الإنحرافات إن وجدت وإتخاذ إجراءات تصحيحية لمنع حدوث أي إنحراف مجدداً ..

ولكن ما يحدث في أعمال الإدارة غالباً أن الرقابة غير موجودة إطلاقاً على مستوى الأفراد أو الآلات وحتى الأموال ، ويظهر جلياً إغفال الأعين بكثرة عن الأموال فتجد من يأخذ بدلات وهمية لا تناسب مسماه الوظيفي ولا عمله اليوم متناسين أن هذه الأموال

بنكهة " السُحت " فيغيب الضمير مقابل بضع ألالاف ثم بعد ذلك نهتف جميعاً لا للفساد وقد هان التعامل معه في غفلة الضمير والعياذ بالله ..

أن جميع ما ذكر سابقاً مترابط مثل السلسلة 

لا يمكن تغافل عنصر والإهتمام بالأخرى 

وهذا للأسف غالباً ماهو موجود في أعمالنا 

وهذة أسباب كفيلة أن تجعلنا نتراجع لا أن نتقدم ونتطور 

وفي غياب ذلك كله من الخطأ والجنون 

أن نُطالب من يزرع الليمون بأن يحصد التين!!

 

ودمتم سالمين 

Mohammed Dabaan

@mdabaan

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق